قَالَ المُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ ابن آجروم)
7
الكَلَامُ: هُوَ اللفظ المُرَكَّبُ المُفِيدُ بِالْوَضْعِ، وَأَقْسَامُهُ ثَلَاثَةٌ: اسْمٌ، وَفِعْلٌ، وَحَرْفٌ جَاءَ لِمَعْنَى.
فَالاسْمُ يُعْرَفُ بِالخَفْضِ، وَالتَّنْوِينِ، وَدُخُولِ الأَلِفِ وَاللَّامِ، وَحُرُوفِ الخَفْضِ وَهِيَ مِنْ، وَإِلَى وَعَنْ، وَعَلَى، وَفِي، وَرُبَّ، وَالبَاءُ، وَالكَافُ، وَاللَّامُ، وَحُروفِ القَسَمِ وَهِيَ : الوَاوُ، وَالبَاءُ، وَالتَّاهُ.
وَالفِعْلُ يُعْرَفُ بِقَدْ، وَالسِّينِ، وَسَوْفَ، وَتَاءِ التَّأْنِيثِ السَّاكِنَةِ.
وَالْحَرْفُ مَا لَا يَصْلُحُ مَعَهُ دَلِيلُ الاسْمِ وَلَا دَلِيلُ الفِعْلِ.
" الكَلامُ : هُوَ اللَّفْظُ المُرَكَّبُ المُفِيدُ بِالْوَضْعِ "
اللفظ : هُوَ الصَّوْتُ الخَارِجُ مِنَ الفَمِ المُشْتَمِلُ عَلَى حُرُوفِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ الهِجَائِيَّةِ.
- فَالكِتَابَةُ، وَالرُّمُوزُ، والإِشَارَةُ لَيْسَتْ بِكَلَامٍ، وَلَوْ أَفَادَتْ مَعْنَى.
المُرَكَّبُ: مَا تَرَكَّبَ مِنْ كَلِمَتَيْنِ تَحْقِيفًا أَوْ تَقْدِيرًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ كَلِمَتَيْنِ.
تَحْقِيفًا : كـ (زيد قائم ) ، أَوْ تَقْدِيرًا كـ (قُمْ) وَتَقْدِيرُ الكَلِمَةِ الثَّانِيَةِ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ : (الْتَ)
أَوْ أَكْثَرَ مِنْ كَلِمَتَيْنِ، نَحْو: ذَهَبَ زَيْدٌ إِلَى المَدْرَسَةِ.
- وَيُشْتَرَطُ فِي التَّرْكِيبِ أَنْ يَكُونَ تَرْكِيبًا إِسْنَادِيًا ، أَيْ: اسْمَيْنِ كَـ (زَيْدٌ قَائِمٌ)، أَوْ فِعْلًا وَاسْمًا
ظَاهِرًا، كـ (قَامَ زَيْدٌ) أَوْ فِعْلًا وَاسْمًا مُضْمَرًا كـ (اسْتَقِمْ) وَالتَّقْدِيرُ : (اسْتَقِمْ أَنْتَ).
المُفِيدُ: مَا أَفَادَ السَّامِعَ فَائِدَةً يَحْسُنُ السُّكُوتُ عَلَيْهَا، بِحَيْثُ لَا يَنتَظِرُ السَّامِعُ كَلَامًا آخَرَ،
ك قَامَ زَيْدٌ ) ؛ فَقَدْ أَفَادَ الكَلَامُ نِسْبَةَ القِيَامِ إِلَى زَيْدٍ.
أَمَّا إِنْ قُلْتَ: إِنْ قَامَ زَيْد ) فَهَذَا لَيْسَ بِكَلَامٍ؛ لِأَنَّهُ لَا يَحْسُنُ السُّكُوتُ عَلَيْهِ وَالسَّامِعُ يَنتَظِرُ أَنْ تُخبِرَهُ مَاذَا سَيَحْدُتُ إِنْ قَامَ زَيْدٌ؟
- فَإِنْ قُلْتَ إِنْ قَامَ زَيْدٌ فَسَأَكْرِمُهُ ) فَهَذَا كَلَامٌ ؛ لأَنَّهُ أَفَادَ السَّامِعَ فَائِدَةً يَحْسُنُ السُّكُوتُ عَلَيْهَا.
- وَإِنْ قُلْتَ إِنْ نَجَحَ زَيْدٌ فِي الامْتِحَانِ ) مُرَكَّبٌ مِنْ أَكْثَرَ مِنْ كَلِمَتَيْنِ، لَكِنَّهُ لَيْسَ بِكَلَامٍ؛ لِأَنَّهُ لَا يَحْسُنُ السُّكُوتُ عَلَيْهِ وَالسَّامِعُ يَنتَظِرُ أَنْ تُخبِرَهُ مَاذَا سَيَكُونُ بَعْدَ نَجَاحِ زَيْدٍ فِي الامْتِحَانِ؟
- وَإِنْ قُلْتَ إِنْ نَجَحَ زَيْدٌ فِي الامْتِحَانِ فَسَوْفَ أَجَازِيهِ ) فَهَذَا كَلَامٌ؛ لأَنَّهُ أَفَادَ السَّامِعَ فَائِدَةً
يَحْسُنُ السُّكُوتُ عَلَيْهَا، فَالسَّامِعُ لَا يَنتَظِرُ كَلَامًا.
بِالْوَضْعِ : مَا طَابَقَ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ فِي الوَضْعِ بِأَنْ يَكُونَ الكَلَامُ مِنَ الْأَلْفَاظِ الَّتِي وَضَعَهَا العَرَبُ لِلدَّلَالَةِ عَلَى مَعْنَى مِنَ المَعَانِي عَلَى مُقْتَضَى قَوَاعِدِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّة.
- فَكَلَامُ الأَعَاجِمِ لَيْسَ بِكَلَام عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ ، لِأَنَّهُ لَيْسَ عَرَبِيًّا، وَأَصْوَاتُ الحَيَوَانَاتِ.
فَلَوْ قُلْتَ: اللهُ أَكْبَرُ ) فَهَذَا كَلَامٌ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ:
1 - لِأَنَّهُ لَفْظُ مَسْمُوعٌ خَرَجَ مِنَ الفَمِ.
2 - مُرَكَّبٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ.
3 - أَفَادَ السَّامِعَ فَائِدَةً يَحْسُنُ السُّكُوتُ عَلَيْهَا.
4 - طَابَقَ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ فِي الوَضْعِ.