Your trial period has ended!
For full access to functionality, please pay for a premium subscription
AL
حافظة أُصول التفسير مع تفسير القرآن الكريم
https://t.me/allliiihhkk
Channel age
Created
Language
Arabic
-
ER (week)
-
ERR (week)

Messages Statistics
Reposts and citations
Publication networks
Satellites
Contacts
History
Top categories
Main categories of messages will appear here.
Top mentions
The most frequent mentions of people, organizations and places appear here.
Found 14 results
دامغ:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصول التفسير ٢
تمهيد ومقدمة
وفيه
أهمية أصول التفسير
فوارق بين أصول التفسير وعلوم القرآن
فوارق بين التفسير والتدبر
أصول التدبر

١- أهمية أصول التفسير:
١-ضيط الفهم على ما كان عليه السلف الأوائل لأن علوم الآلة عامة إنما هي وسيلة للوصول إلى فهم القرون المفضلة لنصوص الوحيين وقد قرر ابن تيمية رحمه الله تعالى أن مصطلح الأصوليين يعنى به في المقام الأول الصحابة ولو خالف علماء الأصول ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم فالقول ما عليه الصحابة.
٢-جمع الأمة وتوحيد كلمتها وذلك عن طريق توحيد الفهم فقد سأل عمر رضي الله عنه ابنَ عباس رضي الله عنهما فقال متى تختلف الأمة في كتابها اختلاف اليهود والنصارى؟ فقال إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف فيم أنزل القرآن ولا لم نزل فيضعون الأمور على آرائهم وعقولهم فعند ذلك يختلفون.
٣-معرفة قدر القرآن وعظمته وجلاله وبيان ذلك للأمة وربطها بكلام ربها الذي فيه عزتها ومجدها كما قال تعالى لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون
وقال لتبيننه للناس ولا تكتمونه
والبيان له لا يكون إلا بعلم كما قال ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى اليك وحيه وقل رب زدني علما
٤-معرفة قدر العلماء وعظم منزلتهم وذلك بعدما يفقه الطالب شروط التفسير والمفسر وأدوات التفسير ثم ينظر إلى تفاسير السلف يجدها زاخرة بالعلم والفهم والتحري فعند ذلك يعرف قدرهم وينزلهم منزلتهم.
٥-معرفة الواجب على المسلم عموما وعلى طلبة العلم والعلماء خصوصا في التفسير
٦-تحقيق واجب التدبر

ثانيا فوارق بين أصول التفسير وعلوم القرآن
١-علوم القرآن وأصول التفسير بينهما عموم وخصوص فاصول التفسير لا تهتم الا بما يخدم المعنى والاستنباط
وعلوم القرآن أعم منها فتتناول بعض مباحث التجويد وتاريخ القرآن من مكيه ومدنيه وليله ونهاره وصيفيه وشتويه وهكذا
٢-علوم القرآن يكاد يكون علما ناضجا مكتملا بخلاف أصول التفسير فهو لا يزال يحتاج إلى إضافات وزيادات واهتمام فقد عظم الاهتمام به متأخرا.

فوارق بين التفسير والتدبر
التفسير من الفسر وهو الوضوح والكشف والبيان ومنه والصبح إذا أسفر وامرأة سافرة وفسرت الثمرة من قشرتها
التدبر من اتباع الدبر وهو التتبع للصول لآخر ما تحويه الآية من معان
والتفسير يهتم غالبا بالظاهر المراد الواضح المتبادر للذهن
والتدبر يهتم بالتعليل وذكر الحكمة وفوائد السياق وهكذا

نبذة عن تاريخ القرآن العظيم
-أنزل الله تعالى القرآن جملة واحدة إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم أنزله منجما مفرقا على الحوادث طوال ثلاث وعشرين سنة مدة بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
-كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول للصحابة رضي الله عنهمزاكتبوا آية كذا في السورة التي يذكر فيها كذا بعد قوله كذا وهذا يدل على أن ترتيب الآيات كان بوحي فهو توقيفي بالإجماع
-ترتيب السور اجتهد فيه الصحابة رضي الله عنهم من خلال تتبع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وسنته حتى أجمعوا على ترتيب المصحف على هذا الترتيب الذي في أيدينا اليوم يوم جمعوه بعد وقعة اليمامة (أذكر القصة كما هي) وكما اجتمعوا على كتابته بالرسم العثماني في عهد عثمان رضي الله عنه.
-كان القرآن بغير نقط ولا شكل إلى أن جاء زمن بني أمية فأشار بنقطه وشكله الحجاج بن يوسف الثقفي قتله الله وقيل أبو الأسود الدؤلي اول من عمل ذلك
-ثم وضعت علامات الوقف والابتداء بعدُ وكان القرآن يؤخذ بالتلقي لا من المصاحف والقراءات أيضا لا من الكتب والمتون إلى أن جمع القراءات السبع الإمام بن مجاهد رحمه الله تعالى في ٣١٤ هـ تقريبا وهو تلميذ من تلامذة الامام ابي جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى
-ثم تتابع اهتمام علماء الأمة بالقرآن جيلا جيلا وقرنا بعد قرن إلى أن وصلنا كما هو بين أيدينا اليوم وحوله آلاف مؤلفة من الكتب والمصنفات في التفسير و التجويد والقراءات وغيرها من العلوم الخادمة له.

أصول للتدبر
١-النية الصالحة فتنوي انك تقوم بفصل واجب عليك وتنوي تحصيل الرحمة والثواب ووو
٢-الدعاء فإن التدبر عبادة والدعاء استعانة بالله على هذه العبادة
٣-الاستغفار كما قال تعالى عن فضل الاستغفار أنه يزيد القوة والفهم قوة وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه....ويزدكم قوة إلى قوتكم
٤-تأمل السياق وهو ما قبل وما بعد الكلام فبه تتضح معان وتترجح خلافات
٥-تأمل خواتيم الآيات فهي في دبر الآية
٦-معرفة طابع السورة ومقصودها وعلاقتها بما قبلها وما بعدها
٧-تأمل أسماء الله الحسنى وصفاته العلى التي في الآية أو ختمت بها الآية لأن بن القيم رحمه الله تعالى يقرر أنه من حكم شرعي ولا قدر كوني إلا وله ارتباط وثيق باسم من اسماء الله او صفة من صفاته علمه من علمه وجهله من جهله ويقول إن هذا الباب في التدبر تفتح به ابواب العلوم بل هو اصل العلوم

والله اعلم وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
04/18/2025, 12:50
t.me/allliiihhkk/26
مِـِـِدَادُ الْحَـَـَقِّ:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم، والحمد لله الذي امتن على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالعلم فقال "وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما "
والحمد لله الذي امتن علينا أمة الإسلام بالعلم فقال " كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون"
والصلاة والسلام على رسول الله الذي لم يأمره ربه تعالى بطلب الزيادة من شيء سوى العلم فقال ' وقل رب زدني علما'
صلوات ربي وسلامه عليه القائل إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر،
ورضي الله عن آله وصحبه الذين قاموا بحق هذا الدين علما وعملا ودعوة وبلاغا وجهادا وحملا لرايته حتى وصلنا غضا طريا كأنما أنزل البارحة فلم يبق سوى العلم والعمل
وبعد فإن العلوم الشرعية تنقسم في الحملة إلى علوم وسائل وعلوم مقاصد،
وعلوم المقاصد هي العقيدة والفقه والتفسير
وعلوم الوسائل هي آلة الوصول إلى علوم المقاصد
فعلوم المقاصد مقصودة لذاتها
وعلوم الوسائل مقصودة لغيرها
وهي تنقسم في الجملة إلى ثلاثة أقسام
وهي علوم النظر في إثبات الدليل وموضوعه أصول القراءات ومصطلح الحديث
وعلوم النظر في فهم الدليل والاستنباط منه وهي أصول الفقه وأصول التفسير وعلوم اللغة نحوها وصرفها وبلاغتها ومفرداتها
وعلوم النظر في تنزيل الدليل في الواقع وهي مقاصد الشريعة والمكلفين
والقواعد الفقهية
وبهذا يستقيم النظر في الأدلة إن اقترنت بالنظر التقوى وسلامة القصد إن شاء الله تعالى
قال ابن القيم رحمه الله تعالى
لا يستطيع الحاكم أن يحكم ولا المفتي أن يفتي إلا بعلم بالدليل وعلم بالحكم وعلم بالواقع الذي يتنزل فيه الحكم بدليله.ا.هـ
ونحن في زماننا هذا نحتاج إلى طلبة العلم وناشريه وحملة لوائه
كيف لا وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم اليمامة لابي بكر الصديق رضي الله عنهما يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أرى القتل قد استحر بالقراء في اليمامة فلو جمعت القرآن في مصحف واحد ففعل الصديق بعد مراجعة عمر له مرارا رضي الله عنهما

وقد قرر أهل العلم أن فرض الكفاية إذا قام به من يكفي الأمة سقط الإثم عن الباقين وهذا مثاله هذه العلوم
علوم الآلة التي قتل الكثير من حملتها من أهل السنة والجماعة والموحدين في معارك الإسلام التي دارت رحاها على أرض الشام والعراق واليمن وسيناء وغيرها من أراضي المسلمين والله المستعان
فأين من يقوم لله تعالى مشمرا لنيل المعالي وتحصيل المكرمات ورفعة الدرجات إذ الله يقول
يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات
فقد قتل الكثير من الشرعيين
ولم يزل مكانهم فارغا وثغرهم خاليا شاغرا فأين نحن من القيام بمهام الدين العظام ؟
ثم ليُعلم أننا سنتنول أصول التفسير في هذه الدورة التي هي ضمن سلسلة التسهيل لعلوم النظر في الدليل خدمة لاهل الصهيل والصليل بإذن الله تعالى
ونجعلها في فصول

الأول تمهيد فيه:
نبذة عن تاريخ القرآن
أهمية أصول التفسير
فوارق بين أصول التفسير وعلوم القرآن
فوارق بين التفسير والتدبر
أصول التدبر
انواع التفسير
والثاني في اسباب النزول
والثالث في تفسير القرآن بالقرآن
والرابع في التفسير بالسنة
والخامس في التفسير باقوال الصحابة والتابعين
والسادس التفسير باللغة
والسابع في اختلاف المفسرين
والثامن في أشهر المفسرين وشروط المفسر

وإذا أردنا أن نعرف مادة أصول التفسير فنقول:
تعريفها باعتبار اسمها:
أصول وتفسير
اصول جمع أصل
والأصل ما يبنى عليه غيره

والأصل ما عليه غيره بني...والفرع ما على سواه ينبني
والأصل يطلق على الدليل ويطلق على الأمر الثابت السابق
وهنا هو ما يبنى عليه غيره
واما التفسير فمن الكشف والبيان والوضوح والظهور
ومنه والصبح إذا أسفر
وامرأة سافرة يعني كاشفة وجهها وفيه قلب فأصلها فاسرة
ومنه فسرت القشرة عن الثمرة وفسرت الثمرة من قشرتها أي خرجت وظهرت
فاصول التفسير مجموعة القواعد التي يبنى عليها التفسير والبيان لمعاني كتاب الله وإظهارها وايضاحها
و أول من صنف في اصول التفسير فيمكن القول بأنه الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في كتابه الرسالة لأنه رد على سؤال عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله تعالى عن أوجه بيان القرآن وناسخه ومنسوخه والإجماع والسنة والروايات
وهي أصول في تفسير القرآن
لأن علم أصول التفسير علم مركب من أكثر من علم أصولها هي اللغة وأصول الفقه والقراءات والحديث
04/11/2025, 07:40
t.me/allliiihhkk/21
هذا ويجب أن ينتبه إلى أن هذه العلوم طلبها نوع جهاد لقول النبي صلى الله عليه وسلم جاهدوا المشركين بأيديكم واموالكم والسنتكم ومن الجهاد باللسان بيان الحق بدليله قال تعالى (فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا)
وكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من غدا الى مسجدنا هذا ليتعلم خيرا او ليعلمه فهو في سبيل الله حتى يرجع

وليعلم أن هذه العلوم هي نوع قوة من الواجب إعدادها في سبيل الله تعالى كما أخبر بن القيم رحمه الله تعالى أن العبد يمشي في طريقه الى الله تعالى بقوانين قوة علمية وقمة عملية
وليعلم أن العلم له حق وهو البيان والصدع بالحق
قال تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون)
وقال تغالى عن موسى انه قال ( يا فرعون اني رسول من رب العالمين حقيق على الا اقول على الله الا الحق)
وقال ابو هريرة رضي الله عنه لولا اية من كتاب الله ما حدثتكم حديثا ويقرا قوله تعالى)إن الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولائك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون)

فمن أراد أن يأخذ هذه العلوم فلياخذها بحقها كما أخذ ابو دجانة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم بحقه وهو أن يفلق به هام المشركين أو أن يضرب به حتى ينكسر في سبيل الله عز وجل
وإلا فليحذر المرء أن يكون كمثل الحمار يحمل اسفارا أو أن يصبح بلعاما من البلاعمة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
والله اعلم وصلي الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
04/11/2025, 07:40
t.me/allliiihhkk/22
تفسير سوره ق
04/10/2025, 23:47
t.me/allliiihhkk/20
اﻵﻳﺎﺕ 33 اﻟﻰ 35]

ﺃﻭﻟﻢ ﻳﺮﻭا ﺃﻥ اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻲ ﺑﺨﻠﻘﻬﻦ ﺑﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﻲ اﻟﻤﻮﺗﻰ ﺑﻠﻰ ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﻳﺮ (33) ﻭﻳﻮﻡ ﻳﻌﺮﺽ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭا ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺭ ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻗﺎﻟﻮا ﺑﻠﻰ ﻭﺭﺑﻨﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﺬﻭﻗﻮا اﻟﻌﺬاﺏ ﺑﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ (34) ﻓﺎﺻﺒﺮ ﻛﻤﺎ ﺻﺒﺮ ﺃﻭﻟﻮا اﻟﻌﺰﻡ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻞ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻌﺠﻞ ﻟﻬﻢ ﻛﺄﻧﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﻳﺮﻭﻥ ﻣﺎ ﻳﻮﻋﺪﻭﻥ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺜﻮا ﺇﻻ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻧﻬﺎﺭ ﺑﻼﻍ ﻓﻬﻞ ﻳﻬﻠﻚ ﺇﻻ اﻟﻘﻮﻡ اﻟﻔﺎﺳﻘﻮﻥ (35)
ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺃﻭﻟﻢ ﻳﺮﻭا ﻫﺆﻻء اﻟﻤﻨﻜﺮﻭﻥ ﻟﻠﺒﻌﺚ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ اﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺪﻭﻥ ﻟﻘﻴﺎﻡ اﻷﺟﺴﺎﺩ ﻳﻮﻡ اﻟﻤﻌﺎﺩ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻲ ﺑﺨﻠﻘﻬﻦ ﺃﻱ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﺮﺛﻪ «1» ﺧﻠﻘﻬﻦ ﺑﻞ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻛﻮﻧﻲ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺑﻼ ﻣﻤﺎﻧﻌﺔ ﻭﻻ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺑﻞ ﻃﺎﺋﻌﺔ ﻣﺠﻴﺒﺔ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻭﺟﻠﺔ، ﺃﻓﻠﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﺎﺩﺭ
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﻲ اﻟﻤﻮﺗﻰ؟ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ اﻷﺧﺮﻯ: ﻟﺨﻠﻖ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ اﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ
[ ﻏﺎﻓﺮ: 57]
ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺑﻠﻰ ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﻳﺮ.
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ ﻣﻬﺪﺩا ﻭﻣﺘﻮﻋﺪا ﻟﻤﻦ ﻛﻔﺮ ﺑﻪ ﻭﻳﻮﻡ ﻳﻌﺮﺽ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭا ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺭ ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﺑﺎﻟﺤﻖ ﺃﻱ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺃﻣﺎ ﻫﺬا ﺣﻖ ﺃﻓﺴﺤﺮ ﻫﺬا ﺃﻡ ﺃﻧﺘﻢ ﻻ ﺗﺒﺼﺮﻭﻥ؟ ﻗﺎﻟﻮا ﺑﻠﻰ ﻭﺭﺑﻨﺎ ﺃﻱ ﻻ ﻳﺴﻌﻬﻢ ﺇﻻ اﻻﻋﺘﺮاﻑ ﻗﺎﻝ ﻓﺬﻭﻗﻮا اﻟﻌﺬاﺏ ﺑﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺁﻣﺮا ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺬﻳﺐ ﻣﻦ ﻛﺬﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ: ﻓﺎﺻﺒﺮ ﻛﻤﺎ ﺻﺒﺮ ﺃﻭﻟﻮا اﻟﻌﺰﻡ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻞ ﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺬﻳﺐ ﻗﻮﻣﻬﻢ ﻟﻬﻢ. ﻭﻗﺪ اﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺗﻌﺪاﺩ ﺃﻭﻟﻲ اﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮاﻝ ﻭﺃﺷﻬﺮﻫﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻧﻮﺡ ﻭﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻭﻣﻮﺳﻰ ﻭﻋﻴﺴﻰ ﻭﺧﺎﺗﻢ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻗﺪ ﻧﺺ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻓﻲ ﺁﻳﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺗﻲ اﻷﺣﺰاﺏ ﻭاﻟﺸﻮﺭﻯ، ﻭﻗﺪ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﺄﻭﻟﻲ اﻟﻌﺰﻡ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺮﺳﻞ ﻓﺘﻜﻮﻥ (ﻣﻦ) ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻞ ﻟﺒﻴﺎﻥ اﻟﺠﻨﺲ، ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ.
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺠﺎﺝ اﻟﺤﻀﺮﻣﻲ، ﺣﺪﺛﻨﺎ اﻟﺴﺮﻱ ﺑﻦ ﺣﻴﺎﻥ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺩ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺠﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻋﻦ ﻣﺴﺮﻭﻕ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ: ﻇﻞ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺻﺎﺋﻤﺎ ﺛﻢ ﻃﻮاﻩ ﺛﻢ ﻇﻞ ﺻﺎﺋﻤﺎ ﺛﻢ ﻃﻮاﻩ ﺛﻢ ﻇﻞ ﺻﺎﺋﻤﺎ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ:
«ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺇﻥ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ ﺗﻨﺒﻐﻲ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﻭﻻ ﻵﻝ ﻣﺤﻤﺪ، ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻢ ﻳﺮﺽ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻲ اﻟﻌﺰﻡ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻞ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺮﻭﻫﻬﺎ ﻭاﻟﺼﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﺤﺒﻮﺑﻬﺎ، ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﺽ ﻣﻨﻲ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻔﻨﻲ ﻣﺎ ﻛﻠﻔﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﻓﺎﺻﺒﺮ ﻛﻤﺎ ﺻﺒﺮ ﺃﻭﻟﻮا اﻟﻌﺰﻡ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻞ ﻭﺇﻧﻲ ﻭاﻟﻠﻪ ﻷﺻﺒﺮﻥ ﻛﻤﺎ ﺻﺒﺮﻭا ﺟﻬﺪﻱ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ.
ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻌﺠﻞ ﻟﻬﻢ ﺃﻱ ﻻ ﺗﺴﺘﻌﺠﻞ ﻟﻬﻢ ﺣﻠﻮﻝ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺑﻬﻢ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻭﺫﺭﻧﻲ ﻭاﻟﻤﻜﺬﺑﻴﻦ ﺃﻭﻟﻲ اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﻣﻬﻠﻬﻢ ﻗﻠﻴﻼ
[ اﻟﻤﺰﻣﻞ: 11]
ﻭﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻓﻤﻬﻞ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﺃﻣﻬﻠﻬﻢ ﺭﻭﻳﺪا
[ اﻟﻄﺎﺭﻕ: 17]
ﻛﺄﻧﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﻳﺮﻭﻥ ﻣﺎ ﻳﻮﻋﺪﻭﻥ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺜﻮا ﺇﻻ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻧﻬﺎﺭ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ: ﻛﺄﻧﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﻳﺮﻭﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺜﻮا ﺇﻻ ﻋﺸﻴﺔ ﺃﻭ ﺿﺤﺎﻫﺎ
[ اﻟﻨﺎﺯﻋﺎﺕ: 46]
ﻭﻛﻘﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ:
ﻭﻳﻮﻡ ﻳﺤﺸﺮﻫﻢ ﻛﺄﻥ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺜﻮا ﺇﻻ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﻳﺘﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﺧﺴﺮ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺬﺑﻮا ﺑﻠﻘﺎء اﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻬﺘﺪﻳﻦ
[ ﻳﻮﻧﺲ: 45]
اﻵﻳﺔ. ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ: ﺑﻼﻍ. ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ «1» ﻳﺤﺘﻤﻞ ﻣﻌﻨﻴﻴﻦ: ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺒﺚ ﺑﻼﻍ، ﻭاﻵﺧﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ﻫﺬا اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻼﻍ.
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻓﻬﻞ ﻳﻬﻠﻚ ﺇﻻ اﻟﻘﻮﻡ اﻟﻔﺎﺳﻘﻮﻥ ﺃﻱ ﻻ ﻳﻬﻠﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﻫﺎﻟﻚ، ﻭﻫﺬا ﻣﻦ ﻋﺪﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺬﺏ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﻌﺬاﺏ،
ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ. .
02/19/2025, 19:53
t.me/allliiihhkk/16
ﻭﻟَّﻮا ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻬﻢ ﻣﻨﺬﺭﻳﻦ ﺃﻱ ﺭﺟﻌﻮا ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻬﻢ ﻓﺄﻧﺬﺭﻭﻫﻢ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﻮﻩ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ: ﻟﻴﺘﻔﻘﻬﻮا ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻭﻟﻴﻨﺬﺭﻭا ﻗﻮﻣﻬﻢ ﺇﺫا ﺭﺟﻌﻮا ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺤﺬﺭﻭﻥ

[ اﻟﺘﻮﺑﺔ: 122]
ﻭﻗﺪ اﺳﺘﺪﻝ ﺑﻬﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺠﻦ ﻧﺬﺭ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﻢ ﺭﺳﻞ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ اﻟﺠﻦ ﻟﻢ ﻳﺒﻌﺚ اﻟﻠﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﺳﻮﻻ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﺇﻻ ﺭﺟﺎﻻ ﻧﻮﺣﻲ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻘﺮﻯ
[ ﻳﻮﺳﻒ: 109]
. ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﻗﺒﻠﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﺇﻻ ﺇﻧﻬﻢ ﻟﻴﺄﻛﻠﻮﻥ اﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻳﻤﺸﻮﻥ ﻓﻲ اﻷﺳﻮاﻕ
من [ اﻟﻔﺮﻗﺎﻥ: 20]
. ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺨﻠﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺫﺭﻳﺘﻪ اﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭاﻟﻜﺘﺎﺏ
[ اﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ: 27]
ﻓﻜﻞ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺜﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻓﻤﻦ ﺫﺭﻳﺘﻪ ﻭﺳﻼﻟﺘﻪ.
ﻓﺄﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻷﻧﻌﺎﻡ: اﻣﻌﺸﺮ اﻟﺠﻦ ﻭاﻹﻧﺲ ﺃﻟﻢ ﻳﺄﺗﻜﻢ ﺭﺳﻞ ﻣﻨﻜﻢ

[ اﻷﻧﻌﺎﻡ: 130]
ﻓﺎﻟﻤﺮاﺩ ﻫﻨﺎ ﻣﺠﻤﻮﻉ اﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ﻓﻴﺼﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻭﻫﻮ اﻹﻧﺲ ﻛﻘﻮﻟﻪ: ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﻤﺎ اﻟﻠﺆﻟﺆ ﻭاﻟﻤﺮﺟﺎﻥ
[ اﻟﺮﺣﻤﻦ: 22]
ﺃﻱ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺛﻢ ﺇﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺴﺮ ﺇﻧﺬاﺭ اﻟﺠﻦ ﻟﻘﻮﻣﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺨﺒﺮا ﻋﻨﻬﻢ: ﻗﺎﻟﻮا ﻳﺎ ﻗﻮﻣﻨﺎ ﺇﻧﺎ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻭا ﻋﻴﺴﻰ ﻷﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ اﻹﻧﺠﻴﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﻮاﻋﻆ ﻭﺗﺮﻗﻴﻘﺎﺕ ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭاﻟﺘﺤﺮﻳﻢ، ﻭﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﻟﻤﺘﻤﻢ ﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻟﺘﻮﺭاﺓ ﻓﺎﻟﻌﻤﺪﺓ ﻫﻮ اﻟﺘﻮﺭاﺓ، ﻓﻠﻬﺬا ﻗﺎﻟﻮا ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺳﻰ، ﻭﻫﻜﺬا ﻗﺎﻝ ﻭﺭﻗﺔ ﺑﻦ ﻧﻮﻓﻞ ﺣﻴﻦ ﺃﺧﺒﺮﻩ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻘﺼﺔ ﻧﺰﻭﻝ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻘﺎﻝ:
ﺑﺦ ﺑﺦ! ﻫﺬا اﻟﻨﺎﻣﻮﺱ اﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﺃﻛﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺟﺬﻋﺎ. ﻣﺼﺪﻗﺎ ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺃﻱ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻗﺒﻠﻪ، ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ اﻟﺤﻖ ﺃﻱ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻭاﻹﺧﺒﺎﺭ ﻭﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﺈﻥ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻴﺌﻴﻦ ﺧﺒﺮ ﻭﻃﻠﺐ، ﻓﺨﺒﺮﻩ ﺻﺪﻕ ﻭﻃﻠﺒﻪ ﻋﺪﻝ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻭﺗﻤﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﺭﺑﻚ ﺻﺪﻗﺎ ﻭﻋﺪﻻ
[ اﻷﻧﻌﺎﻡ: 115]
.
ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﻞ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺑﺎﻟﻬﺪﻯ ﻭﺩﻳﻦ اﻟﺤﻖ
[ اﻟﺘﻮﺑﺔ: 33]
ﻓﺎﻟﻬﺪﻯ ﻫﻮ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻨﺎﻓﻊ، ﻭﺩﻳﻦ اﻟﺤﻖ ﻫﻮ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ، ﻭﻫﻜﺬا ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺠﻦ ﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻘﺎﺩاﺕ ﻭﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﺃﻱ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻳﺎ ﻗﻮﻣﻨﺎ ﺃﺟﻴﺒﻮا ﺩاﻋﻲ اﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﺭﺳﻞ ﻣﺤﻤﺪا ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﺜﻘﻠﻴﻦ اﻟﺠﻦ ﻭاﻹﻧﺲ، ﺣﻴﺚ ﺩﻋﺎﻫﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻮﺭﺓ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻄﺎﺏ اﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ﻭﺗﻜﻠﻴﻔﻬﻢ ﻭﻭﻋﺪﻫﻢ ﻭﻭﻋﻴﺪﻫﻢ ﻭﻫﻲ ﺳﻮﺭﺓ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ:
ﺃﺟﻴﺒﻮا ﺩاﻋﻲ اﻟﻠﻪ ﻭﺁﻣﻨﻮا ﺑﻪ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺫﻧﻮﺑﻜﻢ ﻗﻴﻞ ﺇﻥ ﻣﻦ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﺯاﺋﺪﺓ ﻭﻓﻴﻪ ﻧﻈﺮ ﻷﻥ ﺯﻳﺎﺩﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﺛﺒﺎﺕ ﻗﻠﻴﻞ، ﻭﻗﻴﻞ ﺇﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻬﺎ ﻟﻠﺘﺒﻌﻴﺾ ﻭﻳﺠﺮﻛﻢ ﻣﻦ ﻋﺬاﺏ ﺃﻟﻴﻢ ﺃﻱ ﻭﻳﻘﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻋﺬاﺑﻪ اﻷﻟﻴﻢ، ﻭﻗﺪ اﺳﺘﺪﻝ ﺑﻬﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺇﻟﻰ ﺃﻥ اﻟﺠﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ اﻟﺠﻨﺔ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺟﺰاء ﺻﺎﻟﺤﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺠﺎﺭﻭا ﻣﻦ ﻋﺬاﺏ اﻟﻨﺎﺭ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻟﻮا ﻫﺬا ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻘﺎﻡ ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺎﻡ ﺗﺒﺠﺢ ﻭﻣﺒﺎﻟﻐﺔ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺟﺰاء ﻋﻠﻰ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻫﺬا ﻷﻭﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮﻭﻩ.
ﻭﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻲ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻋﻦ ﻟﻴﺚ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﺆﻣﻨﻮ اﻟﺠﻦ اﻟﺠﻨﺔ ﻷﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺔ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻭﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﺫﺭﻳﺔ ﺇﺑﻠﻴﺲ اﻟﺠﻨﺔ، ﻭاﻟﺤﻖ ﺃﻥ ﻣﺆﻣﻨﻴﻬﻢ ﻛﻤﺆﻣﻨﻲ اﻹﻧﺲ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ اﻟﺠﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ، ﻭﻗﺪ اﺳﺘﺪﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﻬﺬا ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﻟﻢ ﻳﻄﻤﺜﻬﻦ ﺇﻧﺲ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻭﻻ ﺟﺎﻥ
[ اﻟﺮﺣﻤﻦ: 74]
ﻭﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻧﻈﺮ، ﻭﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ: ﻭﻟﻤﻦ ﺧﺎﻑ ﻣﻘﺎﻡ ﺭﺑﻪ ﺟﻨﺘﺎﻥ ﻓﺒﺄﻱ ﺁﻻء ﺭﺑﻜﻤﺎ ﺗﻜﺬﺑﺎﻥ
[ اﻟﺮﺣﻤﻦ: 46- 47]
ﻓﻘﺪ اﻣﺘﻦ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﻠﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﺟﻌﻞ ﺟﺰاء ﻣﺤﺴﻨﻬﻢ اﻟﺠﻨﺔ،
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻣﺨﺒﺮا ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺩاﻋﻲ اﻟﻠﻪ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻤﻌﺠﺰ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺃﻱ ﺑﻞ ﻗﺪﺭﺓ اﻟﻠﻪ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻪ ﻭﻣﺤﻴﻄﺔ ﺑﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﺃﻭﻟﻴﺎء ﺃﻱ ﻻ ﻳﺠﻴﺮﻫﻢ ﻣﻨﻪ ﺃﺣﺪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻓﻲ ﺿﻼﻝ ﻣﺒﻴﻦ ﻭﻫﺬا ﻣﻘﺎﻡ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻭﺗﺮﻫﻴﺐ ﻓﺪﻋﻮا ﻗﻮﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭاﻟﺘﺮﻫﻴﺐ، ﻭﻟﻬﺬا ﻧﺠﻊ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺟﺎءﻭا ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻓﻮﺩا ﻭﻓﻮﺩا ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺑﻴﺎﻧﻪ، ﻭﻟﻠﻪ اﻟﺤﻤﺪ ﻭاﻟﻤﻨﺔ ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ.
02/19/2025, 19:50
t.me/allliiihhkk/15
اﻵﻳﺎﺕ 29 اﻟﻰ 32]

ﻭﺇﺫ ﺻﺮﻓﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻧﻔﺮا ﻣﻦ اﻟﺠﻦ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮﻭﻩ ﻗﺎﻟﻮا ﺃﻧﺼﺘﻮا ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻀﻲ ﻭﻟﻮا ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻬﻢ ﻣﻨﺬﺭﻳﻦ (29) ﻗﺎﻟﻮا ﻳﺎ ﻗﻮﻣﻨﺎ ﺇﻧﺎ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﺼﺪﻗﺎ ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ اﻟﺤﻖ ﻭﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ (30) ﻳﺎ ﻗﻮﻣﻨﺎ ﺃﺟﻴﺒﻮا ﺩاﻋﻲ اﻟﻠﻪ ﻭﺁﻣﻨﻮا ﺑﻪ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺫﻧﻮﺑﻜﻢ ﻭﻳﺠﺮﻛﻢ ﻣﻦ ﻋﺬاﺏ ﺃﻟﻴﻢ (31) ﻭﻣﻦ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺩاﻋﻲ اﻟﻠﻪ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻤﻌﺠﺰ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﺃﻭﻟﻴﺎء ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻓﻲ ﺿﻼﻝ ﻣﺒﻴﻦ (32)
ﻗﺎﻝ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ «1» : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ، ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻋﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ، ﻭﺇﺫ ﺻﺮﻓﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻧﻔﺮا ﻣﻦ اﻟﺠﻦ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺎﻝ: ﺑﻨﺨﻠﺔ، ﻭﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺼﻠﻲ اﻟﻌﺸﺎء اﻵﺧﺮﺓ ﻛﺎﺩﻭا ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺒﺪا
[ اﻟﺠﻦ: 19]
ﻗﺎﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ: اﻟﻠﺒﺪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻛﺎﻟﻠﺒﺪ ﺑﻌﻀﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ، ﺗﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﺃﺣﻤﺪ،
في تفسير هذه الايات اقوال كثيرة سنذكر بعضها

ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﻗﺮﺃ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻦ ﻭﻻ ﺭﺁﻫﻢ، اﻧﻄﻠﻖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻋﺎﻣﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﻕ ﻋﻜﺎﻅ ﻭﻗﺪ ﺣﻴﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻭﺑﻴﻦ ﺧﺒﺮ اﻟﺴﻤﺎء، ﻭﺃﺭﺳﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺸﻬﺐ ﻓﺮﺟﻌﺖ اﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻬﻢ ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻣﺎ ﻟﻜﻢ، ﻓﻘﺎﻟﻮا ﺣﻴﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺧﺒﺮ اﻟﺴﻤﺎء، ﻭﺃﺭﺳﻠﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺸﻬﺐ. ﻗﺎﻟﻮا: ﻣﺎ ﺣﺎﻝ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺧﺒﺮ اﻟﺴﻤﺎء ﺇﻻ ﺷﻲء ﺣﺪﺙ ﻓﺎﺿﺮﺑﻮا ﻣﺸﺎﺭﻕ اﻷﺭﺽ ﻭﻣﻐﺎﺭﺑﻬﺎ ﻭاﻧﻈﺮﻭا ﻣﺎ ﻫﺬا اﻟﺬﻱ ﺣﺎﻝ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺧﺒﺮ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﻮا ﻳﻀﺮﺑﻮﻥ ﻣﺸﺎﺭﻕ اﻷﺭﺽ ﻭﻣﻐﺎﺭﺑﻬﺎ ﻳﺒﺘﻐﻮﻥ ﻣﺎ ﻫﺬا اﻟﺬﻱ ﺣﺎﻝ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺧﺒﺮ اﻟﺴﻤﺎء.
ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﺃﻭﻟﺌﻚ اﻟﻨﻔﺮ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﺟﻬﻮا ﻧﺤﻮ ﺗﻬﺎﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﺑﻨﺨﻠﺔ ﻋﺎﻣﺪا ﺇﻟﻰ ﺳﻮﻕ ﻋﻜﺎﻅ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ ﺻﻼﺓ اﻟﻔﺠﺮ، ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻌﻮا اﻟﻘﺮﺁﻥ اﺳﺘﻤﻌﻮا ﻟﻪ ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻫﺬا ﻭاﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﺣﺎﻝ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺧﺒﺮ اﻟﺴﻤﺎء، ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﺣﻴﻦ ﺭﺟﻌﻮا ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮا ﻳﺎ ﻗﻮﻣﻨﺎ ﺇﻧﺎ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻗﺮﺁﻧﺎ ﻋﺠﺒﺎ ﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ اﻟﺮﺷﺪ ﻓﺂﻣﻨﺎ ﺑﻪ ﻭﻟﻦ ﻧﺸﺮﻙ ﺑﺮﺑﻨﺎ ﺃﺣﺪا
[ اﻟﺠﻦ: 1]
ﻭﺃﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﻞ ﺃﻭﺣﻲ ﺇﻟﻲ ﺃﻧﻪ اﺳﺘﻤﻊ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﻦ «1»
[ اﻟﺠﻦ: 1]
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﻭﺣﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﻮﻝ اﻟﺠﻦ ﺭﻭاﻩ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﻣﺴﺪﺩ ﺑﻨﺤﻮﻩ، ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺷﻴﺒﺎﻥ ﺑﻦ ﻓﺮﻭﺥ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﻮاﻧﺔ ﺑﻪ،

ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ اﻟﺠﻦ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ اﻟﻮﺣﻲ ﻓﻴﺴﻤﻌﻮﻥ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻴﺰﻳﺪﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺸﺮا، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﻮا ﺣﻘﺎ ﻭﻣﺎ ﺯاﺩﻭا ﺑﺎﻃﻼ، ﻭﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺠﻮﻡ ﻻ ﻳﺮﻣﻰ ﺑﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﺇﻻ ﺭﻣﻲ ﺑﺸﻬﺎﺏ ﻳﺤﺮﻕ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺏ، ﻓﺸﻜﻮا ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻫﺬا ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﻗﺪ ﺣﺪﺙ، ﻓﺒﺚ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﻓﺈﺫا ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﻴﻦ ﺟﺒﻠﻲ ﻧﺨﻠﺔ، ﻓﺄﺗﻮﻩ ﻓﺄﺧﺒﺮﻭﻩ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬا اﻟﺤﺪﺙ اﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ

ﻗﺎﻝ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺩاﻭﺩ ﻋﻦ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭاﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺯاﺋﺪﺓ، ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺩاﻭﺩ ﻋﻦ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻋﻦ ﻋﻠﻘﻤﺔ ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ ﻟﻌﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﻫﻞ ﺻﺤﺐ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺠﻦ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﺣﺪ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺻﺤﺒﻪ ﻣﻨﺎ ﺃﺣﺪ ﻭﻟﻜﻨﺎ ﻓﻘﺪﻧﺎﻩ ﺫاﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﻤﻜﺔ ﻓﻘﻠﻨﺎ اﻏﺘﻴﻞ؟ اﺳﺘﻄﻴﺮ؟ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﺒﺘﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﺎﺕ ﺑﻬﺎ ﻗﻮﻡ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ اﻟﺼﺒﺢ- ﺃﻭ ﻗﺎﻝ- ﻓﻲ اﻟﺴﺤﺮ ﺇﺫا ﻧﺤﻦ ﺑﻪ ﻳﺠﻲء ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺣﺮاء، ﻓﻘﻠﻨﺎ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻓﺬﻛﺮﻭا ﻟﻪ اﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ: «ﺇﻧﻪ ﺃﺗﺎﻧﻲ ﺩاﻋﻲ اﻟﺠﻦ ﻓﺄﺗﻴﺘﻬﻢ ﻓﻘﺮﺃﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ» ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﻓﺄﺭاﻧﺎ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ ﻭﺁﺛﺎﺭ ﻧﻴﺮاﻧﻬﻢ

و رواية اخرى ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺠﻦ. ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ «2» ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ، ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻳﻮﻧﺲ ﻋﻦ اﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺳﻨﺔ اﻟﺨﺰاﻋﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺸﺎﻡ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ:
ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﺑﻤﻜﺔ: «ﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻥ ﻳﺤﻀﺮ ﺃﻣﺮ اﻟﺠﻦ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻓﻠﻴﻔﻌﻞ» ﻓﻠﻢ ﻳﺤﻀﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﻏﻴﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﻛﻨﺎ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﻣﻜﺔ ﺧﻂ ﻟﻲ ﺑﺮﺟﻠﻪ ﺧﻄﺎ ﺛﻢ ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﺟﻠﺲ ﻓﻴﻪ ﺛﻢ اﻧﻄﻠﻖ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻡ، ﻓﺎﻓﺘﺘﺢ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻐﺸﻴﺘﻪ ﺃﺳﻮﺩﺓ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺣﺎﻟﺖ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﺃﺳﻤﻊ ﺻﻮﺗﻪ، ﺛﻢ ﻃﻔﻘﻮا ﻳﺘﻘﻄﻌﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﻗﻄﻊ اﻟﺴﺤﺎﺏ، ﺫاﻫﺒﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺑﻘﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﻫﻂ، ﻓﻔﺮﻍ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻣﻊ اﻟﻔﺠﺮ ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﻓﺘﺒﺮﺯ ﺛﻢ ﺃﺗﺎﻧﻲ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻓﻌﻞ اﻟﺮﻫﻂ. ﻓﻘﻠﺖ: ﻫﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻓﺄﻋﻄﺎﻫﻢ ﻋﻈﻤﺎ ﻭﺭﻭﺛﺎ ﺯاﺩا، ﺛﻢ ﻧﻬﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻄﻴﺐ ﺃﺣﺪ ﺑﺮﻭﺙ ﺃﻭ ﻋﻈﻢ. ﻭﺭﻭاﻩ اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ «1» ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺯﺭﻋﺔ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ﺭاﺷﺪ ﻋﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ اﻷﻳﻠﻲ ﺑﻪ.

و توجد روايات من طرق اخرى راجع تفسير ابن كثير
02/19/2025, 10:56
t.me/allliiihhkk/14
اﻵﻳﺎﺕ 26 اﻟﻰ 28]

ﻭﻟﻘﺪ ﻣﻜﻨﺎﻫﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺇﻥ ﻣﻜﻨﺎﻛﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻬﻢ ﺳﻤﻌﺎ ﻭﺃﺑﺼﺎﺭا ﻭﺃﻓﺌﺪﺓ ﻓﻤﺎ ﺃﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﺳﻤﻌﻬﻢ ﻭﻻ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﻭﻻ ﺃﻓﺌﺪﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﻲء ﺇﺫ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺠﺤﺪﻭﻥ ﺑﺂﻳﺎﺕ اﻟﻠﻪ ﻭﺣﺎﻕ ﺑﻬﻢ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﺑﻪ ﻳﺴﺘﻬﺰﺅﻥ (26) ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻫﻠﻜﻨﺎ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﻯ ﻭﺻﺮﻓﻨﺎ اﻵﻳﺎﺕ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺮﺟﻌﻮﻥ (27) ﻓﻠﻮﻻ ﻧﺼﺮﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ اﺗﺨﺬﻭا ﻣﻦ ﺩﻭﻥ اﻟﻠﻪ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎ ﺁﻟﻬﺔ ﺑﻞ ﺿﻠﻮا ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺫﻟﻚ ﺇﻓﻜﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻔﺘﺮﻭﻥ (28)
ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻭﻟﻘﺪ ﻣﻜﻨﺎ اﻷﻣﻢ اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ اﻷﻣﻮاﻝ ﻭاﻷﻭﻻﺩ، ﻭﺃﻋﻄﻴﻨﺎﻫﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻧﻌﻄﻜﻢ ﻣﺜﻠﻪ ﻭﻻ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻨﻪ، ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻬﻢ ﺳﻤﻌﺎ ﻭﺃﺑﺼﺎﺭا ﻭﺃﻓﺌﺪﺓ ﻓﻤﺎ ﺃﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﺳﻤﻌﻬﻢ ﻭﻻ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﻭﻻ ﺃﻓﺌﺪﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﻲء ﺇﺫ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺠﺤﺪﻭﻥ ﺑﺂﻳﺎﺕ اﻟﻠﻪ ﻭﺣﺎﻕ ﺑﻬﻢ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﺑﻪ ﻳﺴﺘﻬﺰﺅﻥ ﺃﻱ ﻭﺃﺣﺎﻁ ﺑﻬﻢ اﻟﻌﺬاﺏ، ﻭاﻟﻨﻜﺎﻝ اﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻜﺬﺑﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﻳﺴﺘﺒﻌﺪﻭﻥ ﻭﻗﻮﻋﻪ، ﺃﻱ ﻓﺎﺣﺬﺭﻭا ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻤﺨﺎﻃﺒﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧﻮا ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻓﻴﺼﻴﺒﻜﻢ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاﺏ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻵﺧﺮﺓ.
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻫﻠﻜﻨﺎ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﻯ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ، ﻭﻗﺪ ﺃﻫﻠﻚ اﻟﻠﻪ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﻜﺬﺑﺔ ﺑﺎﻟﺮﺳﻞ ﻣﻤﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻛﻌﺎﺩ، ﻭﻛﺎﻧﻮا ﺑﺎﻷﺣﻘﺎﻑ ﺑﺤﻀﺮﻣﻮﺕ ﻋﻨﺪ اﻟﻴﻤﻦ، ﻭﺛﻤﻮﺩ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ اﻟﺸﺎﻡ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺳﺒﺄ ﻭﻫﻢ ﺃﻫﻞ اﻟﻴﻤﻦ، ﻭﻣﺪﻳﻦ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﻭﻣﻤﺮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻏﺰﺓ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻤﺮﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﻭﺻﺮﻓﻨﺎ اﻵﻳﺎﺕ ﺃﻱ ﺑﻴﻨﺎﻫﺎ ﻭﺃﻭﺿﺤﻨﺎﻫﺎ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺮﺟﻌﻮﻥ ﻓﻠﻮﻻ ﻧﺼﺮﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ اﺗﺨﺬﻭا ﻣﻦ ﺩﻭﻥ اﻟﻠﻪ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎ ﺁﻟﻬﺔ ﺃﻱ ﻓﻬﻼ ﻧﺼﺮﻭﻫﻢ ﻋﻨﺪ اﺣﺘﻴﺎﺟﻬﻢ ﺇﻟﻴﻬﻢ. ﺑﻞ ﺿﻠﻮا ﻋﻨﻬﻢ ﺃﻱ ﺑﻞ ﺫﻫﺒﻮا ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺣﻮﺝ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺫﻟﻚ ﺇﻓﻜﻬﻢ ﺃﻱ: ﻛﺬﺑﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻔﺘﺮﻭﻥ ﺃﻱ ﻭاﻓﺘﺮاﺅﻫﻢ ﻓﻲ اﺗﺨﺎﺫﻫﻢ ﺇﻳﺎﻫﻢ ﺁﻟﻬﺔ ﻭﻗﺪ ﺧﺎﺑﻮا ﻭﺧﺴﺮﻭا ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ ﻟﻬﺎ ﻭاﻋﺘﻤﺎﺩﻫﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ.
02/05/2025, 18:21
t.me/allliiihhkk/13
اﻵﻳﺎﺕ 21 اﻟﻰ 25]

ﻭاﺫﻛﺮ ﺃﺧﺎ ﻋﺎﺩ ﺇﺫ ﺃﻧﺬﺭ ﻗﻮﻣﻪ ﺑﺎﻷﺣﻘﺎﻑ ﻭﻗﺪ ﺧﻠﺖ اﻟﻨﺬﺭ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﺃﻻ ﺗﻌﺒﺪﻭا ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻋﺬاﺏ ﻳﻮﻡ ﻋﻈﻴﻢ (21) ﻗﺎﻟﻮا ﺃﺟﺌﺘﻨﺎ ﻟﺘﺄﻓﻜﻨﺎ ﻋﻦ ﺁﻟﻬﺘﻨﺎ ﻓﺄﺗﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﺪﻧﺎ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ (22) ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻤﺎ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻭﺃﺑﻠﻐﻜﻢ ﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺑﻪ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺭاﻛﻢ ﻗﻮﻣﺎ ﺗﺠﻬﻠﻮﻥ (23) ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻭﻩ ﻋﺎﺭﺿﺎ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻭﺩﻳﺘﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮا ﻫﺬا ﻋﺎﺭﺽ ﻣﻤﻄﺮﻧﺎ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﺎ اﺳﺘﻌﺠﻠﺘﻢ ﺑﻪ ﺭﻳﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺬاﺏ ﺃﻟﻴﻢ (24) ﺗﺪﻣﺮ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺑﺄﻣﺮ ﺭﺑﻬﺎ ﻓﺄﺻﺒﺤﻮا ﻻ ﻳﺮﻯ ﺇﻻ ﻣﺴﺎﻛﻨﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻧﺠﺰﻱ اﻟﻘﻮﻡ اﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ (25)
ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺴﻠﻴﺎ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺗﻜﺬﻳﺐ ﻣﻦ ﻛﺬﺏ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﻭاﺫﻛﺮ ﺃﺧﺎ ﻋﺎﺩ ﻭﻫﻮ ﻫﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ، ﺑﻌﺜﻪ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﺩ اﻷﻭﻟﻰ ﻭﻛﺎﻧﻮا ﻳﺴﻜﻨﻮﻥ اﻷﺣﻘﺎﻑ، ﺟﻤﻊ ﺣﻘﻒ ﻭﻫﻮ اﻟﺠﺒﻞ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻞ، ﻗﺎﻟﻪ اﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻜﺮﻣﺔ: اﻷﺣﻘﺎﻑ اﻟﺠﺒﻞ ﻭاﻟﻐﺎﺭ، ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: اﻷﺣﻘﺎﻑ ﻭاﺩ ﺑﺤﻀﺮ ﻣﻮﺕ ﻳﺪﻋﻰ ﺑﺮﻫﻮﺕ ﺗﻠﻘﻰ ﻓﻴﻪ ﺃﺭﻭاﺡ اﻟﻜﻔﺎﺭ، ﻭﻗﺎﻝ ﻗﺘﺎﺩﺓ: ﺫﻛﺮ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻋﺎﺩا ﻛﺎﻧﻮا ﺣﻴﺎ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ﺃﻫﻞ ﺭﻣﻞ ﻣﺸﺮﻓﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺮ ﺑﺄﺭﺽ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ الشحر .
و قوله تعالى ( و قد خلت النذر من
ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﻳﻌﻨﻲ ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﻮﻝ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﻯ ﻣﺮﺳﻠﻴﻦ ﻭﻣﻨﺬﺭﻳﻦ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﻓﺠﻌﻠﻨﺎﻫﺎ ﻧﻜﺎﻻ ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻔﻬﺎ
[ اﻟﺒﻘﺮﺓ: 66]
ﻭﻛﻘﻮﻟﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ: ﻓﺈﻥ ﺃﻋﺮﺿﻮا ﻓﻘﻞ ﺃﻧﺬﺭﺗﻜﻢ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻣﺜﻞ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻋﺎﺩ ﻭﺛﻤﻮﺩ ﺇﺫ ﺟﺎءﺗﻬﻢ اﻟﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﺃﻻ ﺗﻌﺒﺪﻭا ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ... ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻋﺬاﺏ ﻳﻮﻡ ﻋﻈﻴﻢ
[ ﻓﺼﻠﺖ: 13- 14]
ﺃﻱ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻫﻮﺩ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﻗﻮﻣﻪ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ ﺃﺟﺌﺘﻨﺎ ﻟﺘﺄﻓﻜﻨﺎ ﻋﻦ ﺁﻟﻬﺘﻨﺎ ﺃﻱ ﻟﺘﺼﺪﻧﺎ ﻋﻦ ﺁﻟﻬﺘﻨﺎ ﻓﺄﺗﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﺪﻧﺎ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ اﺳﺘﻌﺠﻠﻮا ﻋﺬاﺏ اﻟﻠﻪ ﻭﻋﻘﻮﺑﺘﻪ اﺳﺘﺒﻌﺎﺩا ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺟﻠﺖ ﻋﻈﻤﺘﻪ ﻳﺴﺘﻌﺠﻞ ﺑﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻬﺎ
[ اﻟﺸﻮﺭﻯ: 18]
ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻤﺎ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﺃﻱ اﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻜﻢ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺴﺘﺤﻘﻴﻦ ﻟﺘﻌﺠﻴﻞ اﻟﻌﺬاﺏ ﻓﺴﻴﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﻢ ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻤﻦ ﺷﺄﻧﻲ ﺃﻧﻲ ﺃﺑﻠﻐﻜﻢ ﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺑﻪ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺭاﻛﻢ ﻗﻮﻣﺎ ﺗﺠﻬﻠﻮﻥ ﺃﻱ ﻻ ﺗﻌﻘﻠﻮﻥ ﻭﻻ ﺗﻔﻬﻤﻮﻥ.
ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻭﻩ ﻋﺎﺭﺿﺎ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻭﺩﻳﺘﻬﻢ ﺃﻱ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻭا اﻟﻌﺬاﺏ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ، اﻋﺘﻘﺪﻭا ﺃﻧﻪ ﻋﺎﺭﺽ ﻣﻤﻄﺮ، ﻓﻔﺮﺣﻮا ﻭاﺳﺘﺒﺸﺮﻭا ﺑﻪ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻤﺤﻠﻴﻦ ﻣﺤﺘﺎﺟﻴﻦ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﻄﺮ.
ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﺎ اﺳﺘﻌﺠﻠﺘﻢ ﺑﻪ ﺭﻳﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺬاﺏ ﺃﻟﻴﻢ ﺃﻱ ﻫﻮ اﻟﻌﺬاﺏ اﻟﺬﻱ ﻗﻠﺘﻢ ﻓﺄﺗﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﺪﻧﺎ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ ﺗﺪﻣﺮ ﺃﻱ ﺗﺨﺮﺏ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻣﻤﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ اﻟﺨﺮاﺏ ﺑﺄﻣﺮ ﺭﺑﻬﺎ ﺃﻱ ﺑﺈﺫﻥ اﻟﻠﻪ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻣﺎ ﺗﺬﺭ ﻣﻦ ﺷﻲء ﺃﺗﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻛﺎﻟﺮﻣﻴﻢ ﺃﻱ ﻛﺎﻟﺸﻲء اﻟﺒﺎﻟﻲ ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﻓﺄﺻﺒﺤﻮا ﻻ ﻳﺮﻯ ﺇﻻ ﻣﺴﺎﻛﻨﻬﻢ ﺃﻱ ﻗﺪ ﺑﺎﺩﻭا ﻛﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺁﺧﺮﻫﻢ ﻭﻟﻢ ﺗﺒﻖ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻗﻴﺔ.
ﻛﺬﻟﻚ ﻧﺠﺰﻱ اﻟﻘﻮﻡ اﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﺃﻱ ﻫﺬا ﺣﻜﻤﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﻛﺬﺏ ﺭﺳﻠﻨﺎ ﻭﺧﺎﻟﻒ ﺃﻣﺮﻧﺎ .
02/05/2025, 18:11
t.me/allliiihhkk/12
اﻵﻳﺎﺕ 17 اﻟﻰ 20]

ﻭاﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ ﺃﻑ ﻟﻜﻤﺎ ﺃﺗﻌﺪاﻧﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺝ ﻭﻗﺪ ﺧﻠﺖ اﻟﻘﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻲ ﻭﻫﻤﺎ ﻳﺴﺘﻐﻴﺜﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﻭﻳﻠﻚ ﺁﻣﻦ ﺇﻥ ﻭﻋﺪ اﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﻫﺬا ﺇﻻ ﺃﺳﺎﻃﻴﺮ اﻷﻭﻟﻴﻦ (17) ﺃﻭﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺃﻣﻢ ﻗﺪ ﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺠﻦ ﻭاﻹﻧﺲ ﺇﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﺧﺎﺳﺮﻳﻦ (18) ﻭﻟﻜﻞ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻣﻤﺎ ﻋﻤﻠﻮا ﻭﻟﻴﻮﻓﻴﻬﻢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻈﻠﻤﻮﻥ (19) ﻭﻳﻮﻡ ﻳﻌﺮﺽ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭا ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺭ ﺃﺫﻫﺒﺘﻢ ﻃﻴﺒﺎﺗﻜﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﺳﺘﻤﺘﻌﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﺗﺠﺰﻭﻥ ﻋﺬاﺏ اﻟﻬﻮﻥ ﺑﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺴﺘﻜﺒﺮﻭﻥ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺑﻐﻴﺮ اﻟﺤﻖ ﻭﺑﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻔﺴﻘﻮﻥ (20)
ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺎﻝ اﻟﺪاﻋﻴﻦ ﻟﻠﻮاﻟﺪﻳﻦ اﻟﺒﺎﺭﻳﻦ ﺑﻬﻤﺎ ﻭﻣﺎ ﻟﻬﻢ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﻔﻮﺯ، ﻭاﻟﻨﺠﺎﺓ، ﻋﻄﻒ ﺑﺤﺎﻝ اﻷﺷﻘﻴﺎء اﻟﻌﺎﻗﻴﻦ ﻟﻠﻮاﻟﺪﻳﻦ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭاﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ ﺃﻑ ﻟﻜﻤﺎ ﻭﻫﺬا ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻫﺬا ، و كلمة أُف هي من التأفف و الضجر
ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﺃﺗﻌﺪاﻧﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺝ ﺃﻱ ﺃﺑﻌﺚ ﻭﻗﺪ ﺧﻠﺖ اﻟﻘﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻲ ﺃﻱ ﻗﺪ ﻣﻀﻰ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺨﺒﺮ ﻭﻫﻤﺎ ﻳﺴﺘﻐﻴﺜﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﺃﻱ ﻳﺴﺄﻻﻥ اﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻳﻪ ﻭﻳﻘﻮﻻﻥ ﻟﻮﻟﺪﻫﻤﺎ ﻭﻳﻠﻚ ﺁﻣﻦ ﺇﻥ ﻭﻋﺪ اﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﻫﺬا ﺇﻻ ﺃﺳﺎﻃﻴﺮ اﻷﻭﻟﻴﻦ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺃﻭﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺃﻣﻢ ﻗﺪ ﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺠﻦ ﻭاﻹﻧﺲ ﺇﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﺧﺎﺳﺮﻳﻦ ﺃﻱ ﺩﺧﻠﻮا ﻓﻲ ﺯﻣﺮﺓ ﺃﺷﺒﺎﻫﻬﻢ ﻭﺃﺿﺮاﺑﻬﻢ، ﻣﻦ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ اﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ.
ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺑﻌﺪ ﻗﻮﻟﻪ: ﻭاﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﺟﻨﺲ ﻳﻌﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ. ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺤﺴﻦ ﻭﻗﺘﺎﺩﺓ: ﻫﻮ اﻟﻜﺎﻓﺮ اﻟﻔﺎﺟﺮ اﻟﻌﺎﻕ ﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ اﻟﻤﻜﺬﺏ ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ. .
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻭﻟﻜﻞ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻣﻤﺎ ﻋﻤﻠﻮا ﺃﻱ ﻟﻜﻞ ﻋﺬاﺏ ﺑﺤﺴﺐ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﻟﻴﻮﻓﻴﻬﻢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻈﻠﻤﻮﻥ ﺃﻱ ﻻ ﻳﻈﻠﻤﻬﻢ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﻓﻤﺎ ﺩﻭﻧﻬﺎ. ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺳﻠﻢ، ﺩﺭﺟﺎﺕ اﻟﻨﺎﺭ ﺗﺬﻫﺐ ﺳﻔﺎﻻ ﻭﺩﺭﺟﺎﺕ اﻟﺠﻨﺔ ﺗﺬﻫﺐ ﻋﻠﻮا «1» ، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﻭﻳﻮﻡ ﻳﻌﺮﺽ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭا ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺭ ﺃﺫﻫﺒﺘﻢ ﻃﻴﺒﺎﺗﻜﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﺳﺘﻤﺘﻌﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﺃﻱ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﺗﻘﺮﻳﻌﺎ ﻭﺗﻮﺑﻴﺨﺎ، ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺭﻉ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻃﻴﺒﺎﺕ اﻟﻤﺂﻛﻞ ﻭاﻟﻤﺸﺎﺭﺏ. ﻭﺗﻨﺰﻩ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻛﺎﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﻭﺑﺨﻬﻢ ﻭﻗﺮﻋﻬﻢ: ﺃﺫﻫﺒﺘﻢ ﻃﻴﺒﺎﺗﻜﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﺳﺘﻤﺘﻌﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﺠﻠﺰ: ﻟﻴﻔﻘﺪﻥ ﺃﻗﻮاﻡ ﺣﺴﻨﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺃﺫﻫﺒﺘﻢ ﻃﻴﺒﺎﺗﻜﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ:
ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﺗﺠﺰﻭﻥ ﻋﺬاﺏ اﻟﻬﻮﻥ ﺑﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺴﺘﻜﺒﺮﻭﻥ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺑﻐﻴﺮ اﻟﺤﻖ ﻭﺑﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻔﺴﻘﻮﻥ ﻓﺠﻮﺯﻭا ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻓﻜﻤﺎ ﻧﻌﻤﻮا ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭاﺳﺘﻜﺒﺮﻭا ﻋﻦ اﺗﺒﺎﻉ اﻟﺤﻖ ﻭﺗﻌﺎﻃﻮا اﻟﻔﺴﻖ ﻭاﻟﻤﻌﺎﺻﻲ، ﺟﺎﺯاﻫﻢ اﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻌﺬاﺏ اﻟﻬﻮﻥ، ﻭﻫﻮ اﻹﻫﺎﻧﺔ ﻭاﻟﺨﺰﻱ ﻭاﻵﻻﻡ اﻟﻤﻮﺟﻌﺔ ﻭاﻟﺤﺴﺮاﺕ اﻟﻤﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭاﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﻓﻲ اﻟﺪﺭﻛﺎﺕ اﻟﻤﻔﻈﻌﺔ، ﺃﺟﺎﺭﻧﺎ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ.
01/28/2025, 19:23
t.me/allliiihhkk/11
[ اﻵﻳﺎﺕ 15 اﻟﻰ 16]

ﻭﻭﺻﻴﻨﺎ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻮاﻟﺪﻳﻪ ﺇﺣﺴﺎﻧﺎ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﺃﻣﻪ ﻛﺮﻫﺎ ﻭﻭﺿﻌﺘﻪ ﻛﺮﻫﺎ ﻭﺣﻤﻠﻪ ﻭﻓﺼﺎﻟﻪ ﺛﻼﺛﻮﻥ ﺷﻬﺮا ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﺑﻠﻎ ﺃﺷﺪﻩ ﻭﺑﻠﻎ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻗﺎﻝ ﺭﺏ ﺃﻭﺯﻋﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺷﻜﺮ ﻧﻌﻤﺘﻚ اﻟﺘﻲ ﺃﻧﻌﻤﺖ ﻋﻠﻲ ﻭﻋﻠﻰ ﻭاﻟﺪﻱ ﻭﺃﻥ ﺃﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﺗﺮﺿﺎﻩ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺫﺭﻳﺘﻲ ﺇﻧﻲ ﺗﺒﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺇﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ (15) ﺃﻭﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺘﻘﺒﻞ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﻮا ﻭﻧﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻦ ﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺠﻨﺔ ﻭﻋﺪ اﻟﺼﺪﻕ اﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻮﻋﺪﻭﻥ (16)
ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ اﻷﻭﻟﻰ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻟﻪ ﻭﺇﺧﻼﺹ اﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭاﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺇﻟﻴﻪ، ﻋﻄﻒ ﺑﺎﻟﻮﺻﻴﺔ ﺑﺎﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻘﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﻭﻗﻀﻰ ﺭﺑﻚ ﺃﻻ ﺗﻌﺒﺪﻭا ﺇﻻ ﺇﻳﺎﻩ ﻭﺑﺎﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ﺇﺣﺴﺎﻧﺎ
[ اﻹﺳﺮاء: 23]
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ: ﺃﻥ اﺷﻜﺮ ﻟﻲ ﻭﻟﻮاﻟﺪﻳﻚ ﺇﻟﻲ اﻟﻤﺼﻴﺮ
[ ﻟﻘﻤﺎﻥ: 14]
ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ اﻵﻳﺎﺕ اﻟﻜﺜﻴﺮﺓ. ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﻭﻭﺻﻴﻨﺎ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻮاﻟﺪﻳﻪ ﺇﺣﺴﺎﻧﺎ ﺃﻱ ﺃﻣﺮﻧﺎﻩ ﺑﺎﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﻭاﻟﺤﻨﻮ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ.
ﺣﻤﻠﺘﻪ ﺃﻣﻪ ﻛﺮﻫﺎ ﺃﻱ ﻗﺎﺳﺖ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺣﻤﻠﻪ ﻣﺸﻘﺔ ﻭﺗﻌﺒﺎ ﻣﻦ ﻭﺣﺎﻡ ﻭﻏﺸﻴﺎﻥ ﻭﺛﻘﻞ ﻭﻛﺮﺏ، ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﺗﻨﺎﻝ اﻟﺤﻮاﻣﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺐ ﻭاﻟﻤﺸﻘﺔ، ﻭﻭﺿﻌﺘﻪ ﻛﺮﻫﺎ ﺃﻱ ﺑﻤﺸﻘﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﻄﻠﻖ ﻭﺷﺪﺗﻪ ﻭﺣﻤﻠﻪ ﻭﻓﺼﺎﻟﻪ ﺛﻼﺛﻮﻥ ﺷﻬﺮا.
ﻭﻗﺪ اﺳﺘﺪﻝ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﻬﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻣﻊ اﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻭﻓﺼﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻴﻦ
( ﻟﻘﻤﺎﻥ:.) ، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻭاﻟﻮاﻟﺪاﺕ ﻳﺮﺿﻌﻦ ﺃﻭﻻﺩﻫﻦ ﺣﻮﻟﻴﻦ ﻛﺎﻣﻠﻴﻦ ﻟﻤﻦ ﺃﺭاﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ اﻟﺮﺿﺎﻋﺔ
[ اﻟﺒﻘﺮﺓ: 233]
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﻗﻞ ﻣﺪﺓ اﻟﺤﻤﻞ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻭﻫﻮ اﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻗﻮﻱ ﻭﺻﺤﻴﺢ، ﻭﻭاﻓﻘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ.
ﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﻳﺴﺎﺭ ﻋﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻗﺴﻴﻂ ﻋﻦ ﺑﻌﺠﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺠﻬﻨﻲ ﻗﺎﻝ: ﺗﺰﻭﺝ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﺎ اﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺟﻬﻴﻨﺔ ﻓﻮﻟﺪﺕ ﻟﻪ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻓﺬﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﻟﻪ، ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﻟﺘﻠﺒﺲ ﺛﻴﺎﺑﻬﺎ ﺑﻜﺖ ﺃﺧﺘﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ:
ﻣﺎ ﻳﺒﻜﻴﻚ؟ ﻓﻮ اﻟﻠﻪ ﻣﺎ اﻟﺘﺒﺲ ﺑﻲ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻗﻂ، ﻓﻴﻘﻀﻲ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺷﺎء، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺗﻲ ﺑﻬﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻣﺮ ﺑﺮﺟﻤﻬﺎ ﻓﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﺎ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﻓﺄﺗﺎﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻊ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻟﺪﺕ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻟﺴﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ، ﻭﻫﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﺃﻣﺎ ﺗﻘﺮﺃ اﻟﻘﺮﺁﻥ: ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻰ. ﻗﺎﻝ: ﺃﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﺣﻤﻠﻪ ﻭﻓﺼﺎﻟﻪ ﺛﻼﺛﻮﻥ ﺷﻬﺮا ﻭﻗﺎﻝ ﺣﻮﻟﻴﻦ ﻛﺎﻣﻠﻴﻦ
[ اﻟﺒﻘﺮﺓ: 233]
ﻓﻠﻢ ﻧﺠﺪﻩ ﺑﻘﻰ ﺇﻻ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭاﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻓﻄﻨﺖ ﻟﻬﺬا ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻮﺟﺪﻭﻫﺎ ﻗﺪ ﻓﺮﻍ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﺠﺔ: ﻓﻮ اﻟﻠﻪ ﻣﺎ اﻟﻐﺮاﺏ ﺑﺎﻟﻐﺮاﺏ ﻭﻻ اﻟﺒﻴﻀﺔ ﺑﺎﻟﺒﻴﻀﺔ ﺑﺄﺷﺒﻪ ﻣﻨﻪ ﺑﺄﺑﻴﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﺃﺑﻮﻩ ﻗﺎﻝ: اﺑﻨﻲ ﻭاﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﺷﻚ ﻓﻴﻪ. ﻗﺎﻝ:
ﻭاﺑﺘﻼﻩ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻘﺮﺣﺔ ﺑﻮﺟﻬﻪ اﻷﻛﻠﺔ، ﻓﻤﺎ ﺯاﻟﺖ ﺗﺄﻛﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺕ .
ﻭﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻲ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻓﺮﻭﺓ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﻤﻐﺮاء، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺴﻬﺮ ﻋﻦ ﺩاﻭﺩ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﻨﺪ ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ: ﻗﺎﻝ: ﺇﺫا ﻭﺿﻌﺖ اﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﺘﺴﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻛﻔﺎﻩ ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎﻉ ﺃﺣﺪ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺷﻬﺮا، ﻭﺇﺫا ﻭﺿﻌﺘﻪ ﻟﺴﺒﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻛﻔﺎﻩ ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎﻉ ﺛﻼﺛﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﺷﻬﺮا، ﻭﺇﺫا ﻭﺿﻌﺘﻪ ﻟﺴﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻓﺤﻮﻟﻴﻦ ﻛﺎﻣﻠﻴﻦ ﻷﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﺣﻤﻠﻪ ﻭﻓﺼﺎﻟﻪ ﺛﻼﺛﻮﻥ ﺷﻬﺮا ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﺑﻠﻎ ﺃﺷﺪﻩ ﺃﻱ ﻗﻮﻱ ﻭﺷﺐ ﻭاﺭﺗﺠﻞ. ﻭﺑﻠﻎ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﺃﻱ ﺗﻨﺎﻫﻰ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻛﻤﻞ ﻓﻬﻤﻪ ﻭﺣﻠﻤﻪ. ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻋﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ اﺑﻦ اﻷﺭﺑﻌﻴﻦ،
ﻗﺎﻝ ﺭﺏ ﺃﻭﺯﻋﻨﻲ ﺃﻱ ﺃﻟﻬﻤﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺷﻜﺮ ﻧﻌﻤﺘﻚ اﻟﺘﻲ ﺃﻧﻌﻤﺖ ﻋﻠﻲ ﻭﻋﻠﻰ ﻭاﻟﺪﻱ ﻭﺃﻥ ﺃﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﺗﺮﺿﺎﻩ ﺃﻱ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺫﺭﻳﺘﻲ ﺃﻱ ﻧﺴﻠﻲ ﻭﻋﻘﺒﻲ ﺇﻧﻲ ﺗﺒﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺇﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻫﺬا ﻓﻴﻪ ﺇﺭﺷﺎﺩ ﻟﻤﻦ ﺑﻠﻎ اﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺠﺪﺩ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭاﻹﻧﺎﺑﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻳﻌﺰﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ،

ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﺃﻭﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺘﻘﺒﻞ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﻮا ﻭﻧﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻦ ﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ ﺃﻱ ﻫﺆﻻء اﻟﻤﺘﺼﻔﻮﻥ ﺑﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ، اﻟﺘﺎﺋﺒﻮﻥ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻤﻨﻴﺒﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ، اﻟﻤﺴﺘﺪﺭﻛﻮﻥ ﻣﺎ ﻓﺎﺕ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭاﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ، ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺘﻘﺒﻞ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﻮا ﻭﻧﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻦ ﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ ﻓﻴﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺰﻟﻞ ﻭﻳﺘﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻴﺴﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ.
ﻓﻲ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺠﻨﺔ ﺃﻱ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﻠﺔ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺠﻨﺔ، ﻭﻫﺬا ﺣﻜﻤﻬﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﻭﻋﺪ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﻦ ﺗﺎﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﻧﺎﺏ، ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻭﻋﺪ اﻟﺼﺪﻕ اﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻮﻋﺪﻭﻥ
01/28/2025, 18:21
t.me/allliiihhkk/10
Search results are limited to 100 messages.
Some features are available to premium users only.
You need to buy subscription to use them.
Filter
Message type
Similar message chronology:
Newest first
Similar messages not found
Messages
Find similar avatars
Channels 0
High
Title
Subscribers
No results match your search criteria