دامغ:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصول التفسير ٢
تمهيد ومقدمة
وفيه
أهمية أصول التفسير
فوارق بين أصول التفسير وعلوم القرآن
فوارق بين التفسير والتدبر
أصول التدبر
١- أهمية أصول التفسير:
١-ضيط الفهم على ما كان عليه السلف الأوائل لأن علوم الآلة عامة إنما هي وسيلة للوصول إلى فهم القرون المفضلة لنصوص الوحيين وقد قرر ابن تيمية رحمه الله تعالى أن مصطلح الأصوليين يعنى به في المقام الأول الصحابة ولو خالف علماء الأصول ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم فالقول ما عليه الصحابة.
٢-جمع الأمة وتوحيد كلمتها وذلك عن طريق توحيد الفهم فقد سأل عمر رضي الله عنه ابنَ عباس رضي الله عنهما فقال متى تختلف الأمة في كتابها اختلاف اليهود والنصارى؟ فقال إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف فيم أنزل القرآن ولا لم نزل فيضعون الأمور على آرائهم وعقولهم فعند ذلك يختلفون.
٣-معرفة قدر القرآن وعظمته وجلاله وبيان ذلك للأمة وربطها بكلام ربها الذي فيه عزتها ومجدها كما قال تعالى لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون
وقال لتبيننه للناس ولا تكتمونه
والبيان له لا يكون إلا بعلم كما قال ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى اليك وحيه وقل رب زدني علما
٤-معرفة قدر العلماء وعظم منزلتهم وذلك بعدما يفقه الطالب شروط التفسير والمفسر وأدوات التفسير ثم ينظر إلى تفاسير السلف يجدها زاخرة بالعلم والفهم والتحري فعند ذلك يعرف قدرهم وينزلهم منزلتهم.
٥-معرفة الواجب على المسلم عموما وعلى طلبة العلم والعلماء خصوصا في التفسير
٦-تحقيق واجب التدبر
ثانيا فوارق بين أصول التفسير وعلوم القرآن
١-علوم القرآن وأصول التفسير بينهما عموم وخصوص فاصول التفسير لا تهتم الا بما يخدم المعنى والاستنباط
وعلوم القرآن أعم منها فتتناول بعض مباحث التجويد وتاريخ القرآن من مكيه ومدنيه وليله ونهاره وصيفيه وشتويه وهكذا
٢-علوم القرآن يكاد يكون علما ناضجا مكتملا بخلاف أصول التفسير فهو لا يزال يحتاج إلى إضافات وزيادات واهتمام فقد عظم الاهتمام به متأخرا.
فوارق بين التفسير والتدبر
التفسير من الفسر وهو الوضوح والكشف والبيان ومنه والصبح إذا أسفر وامرأة سافرة وفسرت الثمرة من قشرتها
التدبر من اتباع الدبر وهو التتبع للصول لآخر ما تحويه الآية من معان
والتفسير يهتم غالبا بالظاهر المراد الواضح المتبادر للذهن
والتدبر يهتم بالتعليل وذكر الحكمة وفوائد السياق وهكذا
نبذة عن تاريخ القرآن العظيم
-أنزل الله تعالى القرآن جملة واحدة إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم أنزله منجما مفرقا على الحوادث طوال ثلاث وعشرين سنة مدة بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
-كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول للصحابة رضي الله عنهمزاكتبوا آية كذا في السورة التي يذكر فيها كذا بعد قوله كذا وهذا يدل على أن ترتيب الآيات كان بوحي فهو توقيفي بالإجماع
-ترتيب السور اجتهد فيه الصحابة رضي الله عنهم من خلال تتبع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وسنته حتى أجمعوا على ترتيب المصحف على هذا الترتيب الذي في أيدينا اليوم يوم جمعوه بعد وقعة اليمامة (أذكر القصة كما هي) وكما اجتمعوا على كتابته بالرسم العثماني في عهد عثمان رضي الله عنه.
-كان القرآن بغير نقط ولا شكل إلى أن جاء زمن بني أمية فأشار بنقطه وشكله الحجاج بن يوسف الثقفي قتله الله وقيل أبو الأسود الدؤلي اول من عمل ذلك
-ثم وضعت علامات الوقف والابتداء بعدُ وكان القرآن يؤخذ بالتلقي لا من المصاحف والقراءات أيضا لا من الكتب والمتون إلى أن جمع القراءات السبع الإمام بن مجاهد رحمه الله تعالى في ٣١٤ هـ تقريبا وهو تلميذ من تلامذة الامام ابي جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى
-ثم تتابع اهتمام علماء الأمة بالقرآن جيلا جيلا وقرنا بعد قرن إلى أن وصلنا كما هو بين أيدينا اليوم وحوله آلاف مؤلفة من الكتب والمصنفات في التفسير و التجويد والقراءات وغيرها من العلوم الخادمة له.
أصول للتدبر
١-النية الصالحة فتنوي انك تقوم بفصل واجب عليك وتنوي تحصيل الرحمة والثواب ووو
٢-الدعاء فإن التدبر عبادة والدعاء استعانة بالله على هذه العبادة
٣-الاستغفار كما قال تعالى عن فضل الاستغفار أنه يزيد القوة والفهم قوة وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه....ويزدكم قوة إلى قوتكم
٤-تأمل السياق وهو ما قبل وما بعد الكلام فبه تتضح معان وتترجح خلافات
٥-تأمل خواتيم الآيات فهي في دبر الآية
٦-معرفة طابع السورة ومقصودها وعلاقتها بما قبلها وما بعدها
٧-تأمل أسماء الله الحسنى وصفاته العلى التي في الآية أو ختمت بها الآية لأن بن القيم رحمه الله تعالى يقرر أنه من حكم شرعي ولا قدر كوني إلا وله ارتباط وثيق باسم من اسماء الله او صفة من صفاته علمه من علمه وجهله من جهله ويقول إن هذا الباب في التدبر تفتح به ابواب العلوم بل هو اصل العلوم
والله اعلم وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين