زعم ابن عثيمين أن الأشعري مرَّ بثلاثة مراحل في حياته، فقد نُقِلَ عنه في كتاب: (المجلي في شرح القواعد المثلي في صفات الله وأسمائه الحسني) في صفحة (304 وما بعدها)، وهي:
المرحلة الأولي: الاعتزال.
المرحلة الثانية: بين الاعتزال المحض والسنة المحضة اتبع فيها ابن كلاب.
المرحلة الثالثة: أهل السنة والحديث مقتدياً بالإمام أحمد.
وقال: "إن أتباعه أخذوا بالمرحلة الثانية وهي مرحلة اتباعه ابن كلاب والتأويل" .
والجواب عن هذه الشبهة الواهية من وجهين:
الأول: أن العلماء الذين ترجموا لأبي الحسن الأشعري لم يذكروا هذه المرحلة التي بين الإعتزال ومذهب أهل السنة، فهو مذكور في:
1- طبقات الشافعية للتاج السبكي
2- طبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير
3- طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة
4- طبقات الشافعية للإسنوي
5- تاريخ بغداد
6- تبيين كذب المفتري
7- أصول الدين لعبدالقاهر البغدادي
8- تشنيف المسامع للزركشي
9- الأنساب للسمعاني
10- معجم المؤلفين
11- الأعلام
12- شذرات الذهب
13- وفيات العيان
14- كشف الظنون
15- اللباب
16- سير أعلام النبلاء
17- البداية والنهاية
18- العلو 19- العبر 20- مرآة الجنان.
فلم يذكر أصحاب هذه الكتب هذه المرحلة سوي ابن كثير مع أنه وافق المؤرخين في (البداية والنهاية) ولم يذكر لأبي الحسن الأشعري في (البداية والنهاية) سوي المرحلتين -الاعتزال، أهل السنة والجماعة- ، ولأنه لم يذكر في هذه المقالة إسناداً ولم يسند إلى كتاب أو إمام ثقة.
فإن قالت المشبهة: قول ابن كثير حجة؛ لأنه إمام حافظ حجة؟
أُجِيبَ: بأين سند ابن كثير فيحتج به؟
وقد قيل قديماً: "لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء".
ومعلوم أن بين الأشعري وابن كثير أكثر من سبعين وثلاثمائة سنة.
الثاني: أن العلماء الذين ترجموا لابن كلاب اتفقوا علي أنه كان من أهل السنة وأئمة المتكلمين.
======
البدور الزاهرة في طبقات الأشاعرة، صـ 11، 12 بتصرف