#الساحل_السوري اليوم لم يعد مجرد جبهة هادئة أو خط خلفي، بل تحوّل إلى نقطة توازن استراتيجي بين القوى الكبرى، وتحديداً بين #أمريكا #وروسيا. أهمية الساحل لا تكمُن فقط في وجود القواعد الروسية بطرطوس وحميميم، بل في كونه المعبر البحري الأهم لأي مشروع نفوذ طويل الأمد في سوريا، ونافذة مفتوحة على المتوسط.
التحركات الأمريكية الأخيرة شرقاً وشمالاً ليست معزولة، بل هي جزء من خطة تطويق ناعم، تبدأ من سد تشرين، تمرّ بريف دمشق، وقد تنتهي بوجود مباشر أو غير مباشر قرب الساحل. الخطة الإسرائيلية التي تقف خلف مقترح إنشاء قاعدة بكسب، تطرح سؤال محوري: هل بات الساحل هدفاً؟ ليس بالضرورة للاشتباك، بل للمراقبة، وربما إعادة التموضع.
هذا التوجّه يفتح الباب أمام سيناريوهين:
الأول، أن يُعاد ترسيم مناطق النفوذ داخل سوريا، بحيث لا تكون روسيا وحدها صاحبة الكلمة في الساحل.
الثاني، أن تسعى واشنطن لفرض توازن ردعي، يُجبر موسكو على إعادة النظر بتوسعها الجيوسياسي في شرق المتوسط.
كما لا يمكن تجاهل الدور الإسرائيلي، الذي لا يتحرك من فراغ، بل يقرأ التحولات على الأرض، ويقترح خططاً تخدم رؤيته الأمنية بعيدة المدى، خاصة ما يتعلق بالوجود الإيراني وممراته.
باختصار، الساحل اليوم ليس منطقة مواجهة، لكنه يتحوّل تدريجياً إلى ورقة مساومة، وقد نشهد مستقبلاً تصعيداً ناعماً، على شكل قواعد، مراقبة، أو حتى ضغط اقتصادي، وكلّه مرتبط بتغيّر موازين القوى في باقي الجبهات السورية.